هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  

 

 بيان عذاب القبر وسؤال منكر ونكير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير
المدير



ذكر عدد الرسائل : 132
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 27/01/2007

بيان عذاب القبر وسؤال منكر ونكير Empty
مُساهمةموضوع: بيان عذاب القبر وسؤال منكر ونكير   بيان عذاب القبر وسؤال منكر ونكير Emptyالأحد مارس 18, 2007 7:26 am

قال البراء بن عازب رضي الله عنه : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبره منكسا رأسه، ثم قال : "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر". -ثلاثا- ثم قال : "إن المؤمن إذا كان في قبل من الآخرة بعث الله ملائكة كأن وجوههم الشمس معهم حنوطه وكفنه فيجلسون مد بصره، فإذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء، وفتحت أبواب السماء فليس منها باب إلا يحب أن يدخل بروحه منه. فإذا صعد بروحه قيل : أي رب عبدك فلان. فيقول : أرجعوه فأروه ما أعددت له من الكرامة، فإني وعدته (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) (سورة طه).

"وإنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حتى يقال : يا هذا، من ربك ؟ وما دينك ؟ وما نبيك ؟ فيقول : ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم. قال : فينتهرانه انتهارا شديدا وهي آخر فرصة تعرض على الميت، فإذا قال ذلك نادى مناد أن قد صدقت. وهي معنى قوله تعالى : (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) (سورة إبراهيم،27).

"ثم يأتيه آت حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب فيقول : أبشر برحمة ربك وجنات فيها نعيم مقيم. فيقول : وأنت فبشرك الله بخير، من أنت ؟ فيقول : أناعملك الصالح والله ما علمت أن كنت لسريعا إلى طاعة الله بطيئا عن معصية الله فجزاك الله خيرا. قال : ثم ينادي مناد أن أفرشوا له من فرش الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة. فيفرش له من فرش الجنة ويفتح له باب إلى الجنة. فيقول : اللهم عجل قيام الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي".

قال : "وأما الكافر فإنه إذا كان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا، نزلت إليه ملائكة غلاظ شداد معهم ثياب من نار وسرابيل من قطران فيحتوشونه، فإذا خرجت نفسه لعنه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء، وغلقت أبواب السماء فليس منها باب إلا يكره أن يدخل بروحه منه، فإذا صعد بروحه نبذ وقيل : أي رب عبدك فلان لم تقبله سماء ولا أرض. فيقول الله عز وجل : أرجعوه فأروه ما أعددت له من الشر، إني وعدته (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) (سورة طه). وإنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حتى يقال له : يا هذا، من ربك ؟ ومن نبيك ؟ وما دينك ؟ فيقول : لا أدري. فيقال : لا دريت.

"ثم يأتيه آت قبيح الوجه منتن الريح قبيح الثياب فيقول : أبشر بسخط من الله وبعذاب أليم مقيم. فيقول : بشرك الله شرا من أنت ؟ فيقول : أنا عملك الخبيث، والله إن كنت لسريعا في معصية الله بطيئا عن طاعة الله، فجزاك الله شرا. فيقول : وأنت فجزاك الله شرا. ثم يقيض له أعمى أصم أبكم معه مرزبة من حديد -لو اجتمع عليها الثقلان على أن يقلوها لم يستطيعوا لو ضرب بها جبل صار ترابا- فيضربه بها ضربة فيصير ترابا، ثم تعود فيه الروح فيضربه بها بين عينيه ضربة يسمعها من على الأرضين ليس الثقلين".

قال : "ثم ينادي مناد أن أفرشوا له لوحين من النار وافتحوا له بابا إلى النار، فيفرش له لوحان من نار ويفتح له باب إلى النار"[1].

وقال محمد بن علي رحمه الله : "ما من ميت يموت إلا مثل له عند الموت أعماله الحسنة وأعماله السيئة. قال : فيشخص إلى حسناته ويطرق عن سيئاته".

وقال أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن المؤمن إذا احتضر أتته الملائكة بحريرة فيها مسك وضبائر الريحان، فتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين. ويقال : أيتها النفس المطمئنة اخرجي راضية ومرضيا عنك إلى روح الله وكرامته، فإذا أخرجت روحه وضعت على ذلك المسك والريحان وطويت عليها الحريرة وبعث بها إلى عليين.

"وإن الكافر إذا احتضر أتته الملائكة بمسح فيه جمرة فتنزع روحه انتزاعا شديدا ويقال : أيتها النفس الخبيثة اخرجي ساخطة ومسخوطا عليك إلى هوان الله وعذابه، فإذا أخرجت روحه وضعت على تلك الجمرة وأن لها نشيشا[2] ويطوى عليها المسح ويذهب بها إلى سجين"[3].

وعن محمد بن كعب القرظي رحمه الله أنه كان يقرأ قوله تعالى : (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون، لعلي أعمل صالحا فيما تركت) (سورة المؤمنون). قال : "أي شيء تريد ؟ في أي شيء ترغب ؟ أتريد أن ترجع لتجمع المال وتغرس الغراس وتبني البنيان وتشق الأنهار ؟ قال : لا (لعلي أعمل صالحا فيما تركت). قال : فيقول الجبار : (كلا إنها كلمة هو قائلها) (سورة المؤمنون،100). أي : ليقولنها عند الموت".

وقال أبو هريرة رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "المؤمن في قبره في روضة خضراء ويرحب له في قبره سبعون ذراعا ويضيء حتى يكون كالقمر ليلة البدر، هل تدرون في ماذا أنزلت (فإن له معيشة ضنكا) (سورة طه،124). قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : "عذاب الكافر في قبره يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا، هل تدرون ما التنين ؟ تسعة وتسعون حية، لكل حية تسعة رؤوس يخدشونه ويلحسونه وينفخون في جسمه إلى يوم يبعثون"[4].

ولا ينبغي أن يتعجب من هذا العدد على الخصوص، فإن أعداد هذه الحيات والعقارب بعدد الأخلاق المذمومة من الكبر والرياء والحسد والغل والحقد وسائر الصفات، فإن لها أصولا معدودة ثم تتشعب منها فروع معدودة ثم تنقسم فروعها إلى أقسام، وتلك الصفات بأعيانها هي المهلكات وهي بأعيانها تنقلب عقارب وحيات، فالقوي منها يلدغ لدغ التنين، والضعيف يلدغ لدغ العقرب، وما بينهما يؤذي إيذاء الحية.

وأرباب القلوب والبصائر يشاهدون بنور البصيرة هذه المهلكات وانشعاب فروعها، إلا أن مقدار عددها لا يوقف عليه إلا بنور النبوة.

فأمثال هذه الأخبار لها ظواهر صحيحة وأسرار خفية ولكنها عند أرباب البصائر واضحة، فمن لم تنكشف له حقائقها فلا ينبغي أن ينكر ظواهرها بل أقل درجات الإيمان التصديق والتسليم.

فإن قلت : فنحن نشاهد الكافر في قبره مدة ونراقبه ولا نشاهد شيئا من ذلك فما وجه التصديق على خلاف المشاهدة ؟ فاعلم أن لك ثلاث مقامات في التصديق بأمثال هذا :

أحدها : وهو الأظهر والأصح والأسلم أن تصدق بأنها موجودة وهي تلدغ الميت ولكنك لا تشاهد ذلك، فإن هذه العين لا تصلح لمشاهدة الأمور الملكوتية وكل ما يتعلق بالآخرة فهو من عالم الملكوت. أما ترى الصحابة رضي الله عنهم كيف كانوا يؤمنون بنزول جبريل وما كانوا يشاهدونه، ويؤمنون بأنه عليه السلام يشاهده، فإن كنت لا تؤمن بهذا فتصحيح أصل الإيمان بالملائكة والوحي أهم عليك. وإن كنت آمنت به وجوزت أن يشاهد النبي مالا تشاهده الأمة فكيف لا تجوز هذا في الميت ؟ وكما أن الملك لا يشبه الآدميين والحيوانات فالحيات والعقارب التي تلدغ في القبر ليست من جنس حيات عالمنا بل هي جنس آخر وتدرك بحاسة أخرى.

المقام الثاني : أن تتذكر أمر النائم وأنه قد يرى في نومه حية تلدغه وهو يتألم بذلك حتى تراه يصيح في نومه ويعرق جبينه وقد ينزعج من مكانه، كل ذلك يدركه من نفسه ويتأذى به كما يتأذى اليقظان، وهو يشاهده وأنت ترى ظاهره ساكنا ولا ترى حواليه حية والحية موجودة في حقه والعذاب حاصل ولكنه في حقك غير مشاهد. وإذا كان العذاب في ألم اللدغ فلا فرق بين حية تتخيل أو تشاهد.

المقام الثالث : أنك تعلم أن الحية بنفسها لا تؤلم بل الذي يلقاك منها هو السم، ثم السم ليس هو الألم بل عذابك في الأثر الذي يحصل فيك من السم، فلو حصل مثل ذلك الأثر من غير سم لكان العذاب قد توفر، وكان لا يمكن تعريف ذلك النوع من العذاب إلا بأن يضاف إلى السبب الذي يفضي إليه في العادة، فإنه لو خلق في الإنسان لذة الوقاع مثلا من غير مباشرة صورة الوقاع لم يمكن تعريفها إلا بالإضافة إليه لتكون الإضافة للتعريف بالسبب وتكون ثمرة السبب حاصلة وإن لم تحصل صورة السبب، والسبب يراد لثمرته لا لذاته.

وهذه الصفات المهلكات تنقلب مؤذيات ومؤلمات في النفس عند الموت فتكون آلامها كآلام لدغ الحيات من غير وجود حيات، وانقلاب الصفة مؤذية يضاهي انقلاب العشق مؤذيا عند موت المعشوق، فإن كان لذيذا فطرأت حالة صار اللذيذ بنفسه مؤلما، حتى يرد بالقلب وأنواع العذاب ما يتمنى معه أن لم يكن قد تنعم من العشق والوصال، بل هذا بعينه أحد أنواع عذاب الميت فإنه قد سلط العشق في الدنيا على نفسه فصار يعشق ماله وعقاره وجاهه وولده وأقاربه ومعارفه، ولو أخذ جميع ذلك في حياته من لا يرجو استرجاعه منه فماذا ترى يكون حاله ؟ أليس يعظم شقاؤه ويشتد عذابه ويتمنى ويقول : ليته لم يكن لي مال قط ولا جاه قط فكنت لا أتأذى بفراقه ؟ فالموت عبارة عن مفارقة المحبوبات الدنيوية كلها دفعة واحدة.

ما حال من كان له واحد غيب عنه ذلك الواحد

فما حال من لا يفرح إلا بالدنيا فتؤخذ منه الدنيا وتسلم إلى أعدائه ؟ ثم ينضاف إلى هذا العذاب تحسره على ما فاته من نعيم الآخرة والحجاب عن الله عز وجل، فإن حب غير الله يحجبه عن لقاء الله والتنعم به، فيتوالى عليه ألم فراق جميع محبوباته وحسرته على ما فاته من نعيم الآخرة أبد الآباد وذل الرد والحجاب عن الله تعالى. وذلك هو العذاب الذي يعذب به إذ لا يتبع نار الفراق إلا نار جهنم كما قال تعالى : (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون، ثم إنهم لصالوا الجحيم) (سورة المطففين).

وأما من لم يأنس بالدنيا ولم يحب إلا الله وكان مشتاقا إلى لقاء الله فقد تخلص من سجن الدنيا ومقاساة الشهوات فيها، وقدم على محبوبه وانقطعت عنه العوائق والصوارف وتوفر عليه النعيم مع الأمن من الزوال أبد الآباد، ولمثل ذلك فليعمل العاملون.

والمقصود أن الرجل قد يحب فرسه بحيث لو خير بين أن يؤخذ منه وبين أن تلدغه عقرب آثر الصبر على لدغ العقرب، فإذن ألم فراق الفرس عنده أعظم من العقرب وحبه الفرس هو الذي يلدغه إذا أخذ منه فرسه، فليستعد لهذه اللدغات ؛ فإن الموت يأخذ منه فرسه ومركبه وداره وعقاره وأهله وولده وأحباءه ومعارفه، ويأخذ منه جاهه وقبوله، بل يأخذ منه سمعه وبصره وأعضاءه وييأس من رجوع جميع ذلك إليه، فإذا لم يحب سواه وقد أخذ جميع ذلك منه فذلك أعظم عليه من العقارب والحيات.

وكما لو أخذ ذلك منه وهو حي فيعظم عقابه فكذلك إذا مات، لأنا قد بينا أن المعنى الذي هو المدرك للآلام واللذات لم يمت بل عذابه بعد الموت أشد، لأنه في الحياة يتسلى بأسباب يشغل بها حواسه من مجالسة ومحادثة ويتسلى برجاء العود إليه ويتسلى برجاء العوض منه، ولا سلوة بعد الموت إذ قد انسد عليه طرق التسلي وحصل اليأس.

فإذن كل قميص له ومنديل قد أحبه بحيث كان يشق عليه لو أخذ منه فإنه يبقى متأسفا عليه ومعذبا به، فإن كان مخفا في الدنيا سلم، وهو المعني بقولهم : نجا المخفون. وإن كان مثقلا عظم عذابه. وكما أن حال من يسرق منه دينار أخف من حال من يسرق منه عشرة دنانير، فكذلك حال صاحب الدرهم أخف من حال صاحب الدرهمين.

وما من شيء من الدنيا يتخلف عنك عند الموت إلا وهو حسرة عليك بعد الموت، فإن شئت فاستكثر وإن شئت فاستقلل، فإن استكثرت فلست بمستكثر إلا من الحسرة وإن استقللت فلست تخفف إلا عن ظهرك.

وإنما تكثر الحيات والعقارب في قبور الأغنياء الذين استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وفرحوا بها واطمأنوا إليها.

فهذه مقامات الإيمان في حيات القبر وعقاربه وفي سائر أنواع عذابه.

فإن قلت : فما الصحيح من هذه المقامات الثلاث ؟ فاعلم أن في الناس من لم يثبت إلا الأول وأنكر ما بعده. ومنهم من أنكر الأول وأثبت الثاني. ومنهم من لم يثبت إلا الثالث.

وإنما الحق الذي انكشف لنا بطريق الاستبصار أن كل ذلك في حيز الإمكان. وأن من ينكر بعض ذلك فهو لضيق حوصلته وجهله باتساع قدرة الله سبحانه وعجائب تدبيره، فينكر من أفعال الله تعالى ما لم يأنس به ويألفه، وذلك جهل وقصور. بل هذه الطرق الثلاثة في التعذيب ممكنة والتصديق بها واجب. ورب عبد يعاقب بنوع واحد من هذه الأنواع، ورب عبد تجمع عليه هذه الأنواع الثلاثة نعوذ بالله من عذاب الله قليله وكثيره.

هذا هو الحق فصدق به تقليدا، فيعز على بسيط الأرض من يعرف ذلك تحقيقا، والذي أوصيك به أن لا تكثر نظرك في تفصيل ذلك ولا تشتغل بمعرفته، بل اشتغل بالتدبير في دفع العذاب كيفما كان، فإن أهملت العمل والعبادة واشتغلت بالبحث عن ذلك كنت كمن أخذه سلطان وحبسه ليقطع يده ويجدع أنفه، فأخذ طول الليل يتفكر في أنه هل يقطعه بسكين أو بسيف أو بموسى ؟ وأهمل طريق الحيلة في دفع أصل العذاب عن نفسه وهذا غاية الجهل. فقد علم على القطع أن العبد لا يخلو بعد الموت من عذاب عظيم أو نعيم مقيم فينبغي أن يكون الاستعداد له، فأما البحث عن تفصيل العقاب والثواب ففضول وتضييع زمان.



--------------------------------------------------------------------------------

[1] أخرجه أبو داود والحاكم رحمهما الله قال صحيح على شرط الشيخين.

[2] نشيش : نَشَّ الماءُ يَنِشُّ نَشّاً ونَشِيشاً ونَشَّشَ : صَوَّتَ عند الغَليان أَو الصبِّ، وكذلك كل ما سُمع له كَتِيت.

[3] أخرجه ابن أبي الدنيا وابن حبان -رحمهما الله- مع اختلاف، والبزار رحمه الله بلفظ المصنف.

[4] رواه ابن حبان رحمه الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://yatilbaucoup.keuf.net
 
بيان عذاب القبر وسؤال منكر ونكير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بيان الطريق في تحقيق ذكر الموت
» كلام القبر للأحياء والموتى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المجموعة الاولى :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: