يقول سيدنا وابن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : "أوتينا الإيمان قبل القرآن، وأنتم أوتيتم القرآن قبل الإيمان فأنتم تنثرونه نثر الدقل" والدقل رديء التمر. أخرجه الحاكم وصححه. واختصرناه.
رأينا أن الإيمان يتجدد بالإكثار من قول لا إله إلا الله، فعندما تكون الصحبة صالحة، رجلا صالحا وجماعة صالحة، ويقبل الكل على ذكر الكلمة الطيبة النورانية حتى يخرجوا عن الغفلة، ينشأ جو إيماني مشع، ينشأ في الجماعة فيض إلهي، رحمة، نور تستمد منه القلوب بعضها ببعض. فتلك هي الطاقة الإيمانية، الجذوة الأولى التي تحرك القلوب والعقول لتلقي القرآن بنية التنفيذ كما كان يقول سيد قطب رحمه الله.
النبع لا إله إلا الله، والفيض نورها، حتى يستطيع المؤمن وجماعة المؤمنين تلقي شمس القرآن، ومدد القرآن، وبركة القرآن، وحتى يستطيعوا العمل بمقتضى القرآن.
وسنرى إن شاء الله أن تحت خصلة الذكر في تصنيفها اثنتي عشرة شعبة من شعب الإيمان، أهمها الصلاة، وأعلاها قول لا إله إلا الله وقلبها القرآن تلاوة ومحبة وعملا.
رجال ذاكرون رجال مجاهدون، قوم غافلون قوم قاعدون.