دخل مأمور الشرطة العراقي أبو علي إلى مكتب ضابط الاحتياط في الجيش الأميركي الكابتن براين فريمان في مدينة كربلاء وما أن رآه براين حتى علت وجهة ابتسامة تحمل وراءهاأخبارا طيبة.
نظر براين إلى أبو علي وقال : إن هناك مؤشرات تبشر بقرب حصولك وابنك على تأشيرات دخول للولايات المتحدة في القريب العاجل.
غمرت الفرحة قلب أبو علي الذي ظل غير مصدقا لما حدث وطلب من المترجم أن يعبر لبراين عن امتنانه العميق لإنقاذه لفلذة كبده.
وبعيد ساعات قليلة من ذلك المشهد المؤثر أغارت مجموعة من المسلحين بسيارات من نوع GMC على المبنى الحكومي في كربلاء وقتلت جنديا أميركيا وقامت باختطاف الكابتن براين وثلاثة من زملائه حيث قامت بقتلهم بعد ذلك. و كان أبو علي قد اخبر براين في أواخر ابريل الماضي أن ابنه علي عبد الأمير البالغ 13 عاما قد ولد بثقب في القلب الأمر الذي يعيق تدريجيا دورته الدموية بحيث انه لن يعيش حتى مرحلة البلوغ و أن الأطباء في كربلاء وبغداد قد رأوا أملا ضئيلا في شفائه.
قرر براين ساعتها فعل ما بوسعه لانقاذ علي.وكان اول ما فعله ان دخل بعد سماعه القصة مباشرة على محرك البحث غوغل و كتب " علاج الأطفال العراقيين المصابين بأمراض القلب" وكانت تلك هي أولى بوارق الأمل فقد ظهر اسم زميلة له في الجيش تعمل في السفارة الأميركية في عمان فبعث لها على الفور برسالة على البريد الالكتروني طالبا المساعدة.
وردت السارجنت ماريكي ساتريانو على براين لتضع له الخطوط العريضة لكيفية بدء الإجراءات. وبدأ براين بعد ذلك رحلته الشاقة لعلاج علي عبد الأمير فخاطب العديد من المنظمات و المؤسسات الخيرية والمستشفيات في الولايات المتحدة إلا أن استطاع تامين مصاريف العلاج والمستشفى والسفر لعلي ووالده ليلقى حتفه بعد ساعات من زفه الخبر لوالد علي.