ربما قريبا يختفي واقع القطب الشمالي باعتباره مكانا تغطيه الثلوج على مدار العام.
فقد حذر علماء أمريكيون من أنه في غضون عقود قليلة مقبلة قد تختفي الثلوج صيفا من القطب الشمالي، وذلك بعد تحليل أحدث بيانات مناخية خلال اجتماع الخريف للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي.
وقال مارك سيريز الباحث بجامعة كولورادو "لم يعد الخريف يعوض فقد الثلوج خلال الصيف، وربما تبدأ الطبقة الثلجية الآن في التحول، ومن ثم الذوبان المتسارع في المستقبل القريب".
وكانت ثلوج المحيط المتجمد قد وصلت إلى حدها الأدنى هذا العام في 13 سبتمبر/أيلول، بحيث كان عام 2006 العام الرابع الأقل على التوالي في الثلوج منذ 29 عاما، وهي الأعوام التي يقاس فيها مستوى الثلوج بالاستعانة بالأقمار الصناعية.
"عام 2040" وقد أظهرت نماذج محاكاة بالكمبيوتر أن القطب الشمالي قد يخلو من الثلوج تماما في أشهر الصيف بحلول عام 2040.
وتشير الدراسة إلى أثر ارتفاع حرارة الكوكب في تسارع ذوبان الثلوج.
وتوضح د. ماريكا هولاند ذلك بقولها "مع تراجع الثلج، يصبح بإمكان المحيط نقل المزيد من الطاقة الحرارية إلى القطب الشمالي حيث تمتص المياه المفتوحة المزيد من أشعة الشمس، بما يعجل أكثر من وتيرة الاحترار ويؤدي إلى مزيد من فقدان الثلوج".
وتظهر نماذج المحاكاة للكمبيوتر أنه بحلول عام 2040 لن يبق سوى هامش ضئيل من ثلوج المحيط الدائمة بمحاذاة السواحل الشمالية لجرينلاند وكندا.
ونقلت بي بي سي عن د.هولاند قولها "لا نعتقد أن هذا الوضع كان قائما منذ مئات الآلاف من السنين، إنه تغير جذري للنظام المناخي للقطب الشمالي".
ولكن حتى دون تسارع وتيرة ذوبان الثلوج بحسب نماذج المحاكاة الأخيرة، فقد يختفي الجليد من المحيط القطبي في شهر سبتمبر/أيلول بحلول العام 2060.