عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اللهم اجعل رزق آل محمد قُوتا[1]". أخرجاه في الصحيحين.
وعن أبي حازم رحمه الله قال : رأيت أبا هريرة رضي الله عنه يشير باصبعه مرارا : "والذي نفس أبي هريرة بيده ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله ثلاثة أيام تباعا من خبز حِنْطة حتى فارق الدنيا". أخرجاه في الصحيحين.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان ضجاع النبي صلى الله عليه وسلم ينام عليه بالليل من أدم مَحْشُوَّا لِيفا". أخرجاه في الصحيحين.
وعن سماك بن حرب رحمه الله قال : سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنه يخطب قال : ذكر عمر رضي الله عنه ما أصاب الناس من الدنيا فقال : "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دَقَلاً[2] يملأ بطنه". انفرد بإخراجه الإمام مسلم رحمه الله.
وعن قتادة رحمه الله قال كنا نأتي أنسا وخبازه قائم قال : فقال يوما : "كلوا فما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مُرَقَّقًا ولا شاة سميطا[3] قط". انفرد بإخراجه الإمام البخاري رحمه الله. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بقوم وبين أيديهم شاة مصلية فدعوه فأبى أن يأكل وقال : "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير". رواه الإمام البخاري رحمه الله. وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت : "ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعا حتى قبض". وعن أبي حازم رحمه الله قال : "سألت سهل بن سعد فقلت له : هل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي ؟ قال سهل : ما رأى رسول الله النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله. قال : فقلت : كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول ؟ قال : كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار فما بقي ثريناه فأكلناه".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويا وأهله لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير". رواه الإمام الترمذي رحمه الله.
وعن جابر رضي الله عنه قال : "لما حفر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الخندق أصابهم جهد شديد حتى ربط النبي صلى الله عليه وسلم على بطنه حجرا من الجوع". رواه الإمام أحمد رحمه الله.
وعن عروة رضي الله عنه أنه سمع عائشة رضي الله عنها تقول : كان يمر بنا هلال وهلال ما توقد في بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. قال : قلت : يا خالة، فعلى أي شيء كنتم تعيشون ؟ قالت : على الأسودين التمر والماء". رواه الإمام أحمد رحمه الله.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "قبض النبي صلى الله عليه وسلم وإن درعه لمرهونة عند رجل من يهود على ثلاثين صاعا من شعير أخذها رزقا لعياله". رواه الإمام أحمد رحمه الله. وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "ما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قط غداء لعشاء ولا عشاء قط لغداء، ولا اتخذ من شيء زوجين لا قميصين ولا ردائين ولا إزارين ولا من النعال، ولا رئي قط فارغا في بيته ؛ إما يخصف نعلا لرجل مسكين، أو يخيط ثوبا لأرملة".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن فاطمة عليها السلام جاءت بكسرة خبز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "ما هذه الكسرة يا فاطمة ؟ قالت : "قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة". فقال : "أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام".
--------------------------------------------------------------------------------
[1] القوت : ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام.
[2] الدَّقَل : أردَأُ التَّمْر.
[3] سَمَطَ الجديَ نظَّفه من الشعر بالماء الحار ليشويه وبابه ضرَب ونصَر فهو سَمِيط ومَسْموطٌ.