وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا وكان يُهْدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية فيُجَهِّزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن زاهرا بادينا ونحن حاضروه". وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلا دَمِيما فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل فقال : "أرسلني، من هذا ؟ " فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو[1] ما ألصق ظهره ببطن النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "من يشتري العبد ؟ " فقال : "يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدا[2]". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لكن عند الله عز وجل لست بكاسد"، أو قال : "لكن عند الله أنت غال". رواه الإمام أحمد رحمه الله. قال لنا محمد بن أبي منصوررحمه الله : قال لنا أبو زكريا رحمه الله : الدميم بالدال المهملة في الخَلْق وبالذال المعجمة في الخُلُق.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أَبْدُن فقال للناس : "تقدموا !" ثم قال لي : "تعالي حتى أسابقك". فسابقته فسبقته. فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبَدُنت نسِيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس : "تقدموا !" فتقدموا، ثم قال لي : "تعالي حتى أسابقك". فسابقته فسبقني فجعل يضحك ويقول : "هذه بتلك". رواه الإمام أحمد رحمه الله.
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سُليم رضي الله عنها فرأى أبا عُمَير حزينا فقال : يا أم سليم ما بال عُمَير حزينا ؟ قالت : يا رسول الله، مات نُغَيْره[3]، فقال رسول الله : "يا أبا عُمَير ما فعل النُّغَيْر ؟ " أخرجاه في الصحيحين.