المهمة المندوب إليها حزب الله مهمة شاقة، إنها مهمة بناء أمة، مهمة استثنائية، فنريد رجالا من نوع جيد، لهم استعداد جيد، ليصبحوا جنودا، ويمكن لهم غناء في ميادين الجهاد. أعني بكلمة صدق استعداد الوارد ليتحلى بشعب الإيمان، ويندمج في الجماعة ويكون له من قوة الإرادة وطول النفس ما يمكنه من إنجاز المهمات حتى النهاية.
لا فائدة من ضرب الحديد البارد، ولا فائدة من محاولة تربية من ليس له استعداد.
وهنا يطرح سؤال : هل التنظيم الإسلامي تنظيم نخبوي أو جماهيري بلسان العصر ؟
نجيب أن جماعة المسلمين لا تتكون إلا من المهاجرين والأنصار كما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن عداهم يسمون في القرآن أعرابا فلا يخاطب بالجهاد إلا من هاجر ونصر.
كذلك اليوم لا بد أن يكون الصف مكونا من عناصر قادرة على التماسك، ولا بد داخل الصف أن نميز العناصر القيادية ذات الاستعداد العالي لنضعها في مكان المسؤولية.
والجماعة بعد هذا، وبقوة تماسكها، تستطيع أن تستقطب عطف الشعب، وتستدعي سنده ودعمه، بل واجبها أن تعلم الشعب وتربيه وتعبئه. ولا تملك أن تفعل إن كان صفها ضعيفا.
صحبة وجماعة + ذكر + صدق، هذه معادلة التربية الإسلامية في خطوطها الرئيسية، شرط في المربي (بالكسر) وبيئة التربية، وشرط في تجديد الإيمان، وشرط في المربى وقابليته للجندية، وسائر الخصال العشر مع ما تضمه من شعب الإيمان تكمل الشروط وتجلو الصورة إن شاء الله تعالى.